لم يكن ما حدث في مباراة القمة الأخيرة إلا نتيجة حتمية لمناخ سيء مليء بالسلوكيات المرفوضة التي لم تجد من يردعها، بل على العكس وجدت مساندة غير مسبوقة من بعض الإعلاميين الغندوريزميين.
التوأم حسن هذان الشخصان اللذان لم يعرفا طوال حياتهما معنى اللعب النظيف ولم يمارساه طوال عمرهما الرياضي ولو لمرة واحدة، فعبر تاريخ التوءم حسن الطويل في الملاعب، كانت التجاوزات الأخلاقية المرفوضة عنواناً لمسيرتهم، والآن يتحدثان عن الروح الرياضية بلا أدنى خجل.
وبينما كان تجاوزهما وهما لاعبين في النادي الأهلي يعامل بكل حسم وردع من قبل إدارة النادي الأهلي، لم يجد التوءم من يردعهما سواء في الأندية التي التحقا بها بعد أن تركا الأهلي لاعبين أو في مجال الإدارة الفنية بعد اعتزالهما.
يتحدث التوأم عن "الفير بلاي" وهما اللذان اشتبكا مع زميلهما حماده صدقي أثناء لعبهما بالأهلي، وفى عام 1994 اشتبك حسام حسن مع لاعب المصري ناصر التليس، فطرده الحكم وأثناء خروجه ألقي بفانلة الأهلي على الأرض ليوقفه الأهلي ستة شهور رافضاً سلوكه، وهما أيضاً من اشتبك مع الكابتن شحتة المدير الفني للمنتخب وقتذاك، ومن بعد وفي عام 1995 ببيروت وأثناء مباراة للمنتخب المصري بلبنان اشتبك حسام حسن مع عدد من ضباط الشرطة وخطف سلاح أحدهم وكادت تحدث كارثة بالملعب لولا تدخل العقلاء، بعدها وعندما استبعده محسن صالح المدير الفني للمنتخب لسوء سلوكه ذهب مع توأمه إبراهيم لمنزله محاولين الإعتداء عليه لولا تدخل نجم الأهلي المعتزل محمود أبو الدهب الذي منعهم من الإعتداء على مدربهم، وكذلك إصبع إبراهيم في مباراة المغرب الشهيرة وإيقافه 6 شهور، وعقب انتقالهما للزمالك لم تتوقف تجاوزاتهما فسبا الجماهير ورفعا لها الأحذية في مباراة الأهلي والزمالك وفى لقاء آخر قام إبراهيم بتوجيه أصابعه أيضاً وتم إيقافه 3 شهور، ثم بعد ذلك اشتبكا مع مدرب الزمالك فينجادا، وأثناء لعبهما فى صفوف المصري اعتديا على محمد صلاح مدرب الفريق، ولكن خارج الأهلي لم يجدا من يردعهما.
وبعد اعتزال الكرة اتجه التوءم لمجال التدريب والإدارة، ولم يتوقفا عن التجاوزات، وكانت البداية مع النادي المصري البورسعيدي، ففي كل المباريات نجد تشنجات وتجاوزات تجاه الجميع، وتشهد تسجيلات المباريات عدة مرات خرجت فيها ألفاظ خارجة تجاه الحكام والمنافسين، ولم يتدخل إتحاد الكرة الضعيف في مواجهتهم إلا مرة واحدة.
ومن ينسي ما فعله التوام فى الجزائر أثناء مباراة المصري وشبيبة بجاية الجزائري في بطولة شمال أفريقيا لأبطال الكئوس حيث انهال إبراهيم سباباً على طاقم الحكام، مما جعل إتحاد شمال أفريقيا يوقع عليه عقوبة الإيقاف خمسة سنوات وستة مباريات لشقيقه حسام، لتبادر إدارة المصري بالإستغناء عن خدمات التوءم.
وانتقل التوءم لتدريب نادي المصرية للإتصالات، ولم يسلم مدربهما السابق في الأهلي مختار مختار منهما فاعتدى حسام على أحد اللاعبين المحترفين الأفارقة بنادى بتروجيت وسب مديره الفني مختار مختار.
وإلى الزمالك حيث أكمل التوءم مسيرتهما، وكانت البداية سريعة فبعد أن اعتمد إتحاد الكرة نتيجة مباراة الزمالك وحرس الحدود، دعا التوءم جماهير الزمالك ليأخذوا حق الزمالك من إتحاد الكرة!!.
ثم جاءت مباراة الزمالك وإتحاد الشرطة، وفور انتهائها بالتعادل يفاجئنا إبراهيم حسن الموقوف من قِبل إتحاد شمال أفريقيا بنزول الملعب ليحاول الإعتداء على محمد إبراهيم مدرب إتحاد الشرطة، وينقلب الملعب، ويقوم لاعبو الزمالك الصغار حازم إمام وعلاء علي بتقليد مدربهم بالإعتداء على كل من يقابلهم.
.... لم يجد التوءم حسن من يردعهم على كل تجاوزاتهم تجاه الجميع، ولم نجد من يقول لهم "توقفوا"، لا المجلس القومي للرياضة ولا إتحاد الكرة ولا نادي الزمالك ولا الإعلام إلا من قليل، فبعض البرامج تتلذذ بأن تأتي بأحدهما هاتفياً على الهواء ليتهجم على أحد العاملين في المنظومة الكروية.
كل ما فات، كان ولا بد أن يؤدي لما حدث في مباراة القمة الأخيرة، فالأخطاء متراكمة وبلا عقاب، ولا أحد من مسئولي الرياضة تدخل مرة واحدة لإيقاف المهازل التي تجري يومياً من مهاترات وتجاوزات أخلاقية ضد الجميع، والتحريض المستمر للجمهور بأخذ حقه بيده تكرر أكثر من مرة، ولم يخرج مسئول واحد ليوقف مثل هذا التحريض.
لكن التوءم المارق التابع لفلول النظام البائد والذي لا يحترم كبيراً ولا صغيراً، ولا يوقفه أحد، واصل مهاتراته وحاول أن يعتدي على البرتغالي مانويل جوزيه مدرب الأهلى، ونفاجأ بأن التوءم يجد أحد الإعلاميين الغندوريزميين يدافع عنهما مجدداً.
********** ********** **********
في لفتة إنسانية رائعة ومعتادة من البرتغالي مانويل جوزيه، قام الرجل بتخفيض راتبه إلى النصف عقب الثورة تقديراً للظروف الإقتصادية التى تمر بها مصر، الأروع من تلك اللفتة أن الرجل أخفى الخبر عن الجميع على الرغم مما يتعرض له من حملات تشويه مستمر، ولم يتم الإعلان عن تلك اللفتة الرائعة من جوزيه الا مؤخراً وعن طريق حسن حمدى رئيس مجلس إدارة النادى الأهلى.
لا أملك إلا أن أقول للرجل العظيم جوزيه، كم أنت رائع يا جوزيه فأنت مصري أكثر من كارهيك من المصريين.